عدد الرسائل : 108 مشرف : السٌّمعَة : 0 نقاط : 100 تاريخ التسجيل : 17/01/2008
موضوع: آداب الـــدعـــاء الإثنين 21 يناير 2008 - 22:46
آداب الـــدعـــاء
وحتى يكون الدعاء كاملاً فلا بد من توفر هذه الآداب : 1ـ الثناء على الله قبل الدعاء ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحمد لله تعالى والثناء عليه، ويختمه بذلك كله أيضا . مثال الثناء على الله « ياحي يا قيوم، ياذا الجلال والإكرام، أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى....... » 2ـ الاعتراف بالذنب . ولذلك فإن دعاء يونس عليه السلام ـ من أعظم الأدعية { َنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ**. الأنبياء78 3ـ التضرع والخشوع والرهبة { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) الانبياء: 90 4ـ الإلحاح بالدعاء فهو من الآداب الجميلة ، التي تدل على صدق الرغبة فيما عند الله عز وجل « وكان صلى الله عليه وسلم إذا دعا دعا ثلاثاً» (مسلم) . 5ـ الدعاء في كل الأحوال وذلك في الشدة والرخاء قال صلى الله عليه وسلم « من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء » (الترمذي). 6ـ استقبال القبلة ورفع الأيدي في الدعاء . قال صلى الله عليه وسلم «إن ربكم تبارك وتعالى ـ حييٌّ كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً خائبتين » (أبو دواد).
صفة رفع اليدين في الدعاء
صفات الرفع ثلاث : قال صلى الله عليه وسلم « المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما ، والاستغفار أن تشير بأصبع واحدة ، والابتهال أن تمد يديك جميعاً » (أبو دواد). 1ـ قوله «المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك». 2ـ قوله « والاستغفار أن تشير بأصبع ..» هذه الصفة خاصة بمقام الذكر وحال التشهد في الصلاة ، والتمجيد والتهليل ، خارج الصلاة . 3ـ وقوله « والابتهال أن تمد ... » الابتهال: وهو التضرع ، وهي خاصة في حال الشدة والرهبة ، كحال الجدب ، والنازلة بتسليط العدو ... وصفته : رفع اليدين مداً نحو السماء، حتى يرى بياض إبطيه .
أخطاء في هيئة رفع اليدين في الدعاء
قال الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ: 1ـ النزول في رفعهما مفرقتين أو مقرونتين إلى ما تحت السرة ، أو إلى السرة . 2ـ رفعهما مفرقتين ، رؤوس الأصابع إلى القبلة ، والإبهامان إلى السماء . 3ـ وتقليبهما على عدة جهات حال الدعاء وهزهما . 4ـ مسح الوجه بها بعد الرفع في قنوت الوتر أو نازلة في الصلاة . 5ـ مسح الصدر و الكتفين، بالكفين بعد الفراغ من الدعاء وإفاضة المسح على الجسد 6ـ مسح إحدى اليدين بالأخرى بعد الفراغ من الدعاء . 7ـ تقبيل إبهاميه ووضعهما على العينين عند ذكر اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم . 8ـ رفع الأيدي من الخطيب والمأمومين يوم الجمعة حال الدعاء في الخطبة ولكن يجوز رفع الأيدي حال الخطبة إذا استسقى في الخطبة لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم . 9ـ رفع الأيدي للدعاء بين الإقامة وتكبيرة الإحرام ، أما الدعاء بعد الآذان وبعد الإقامة ، فهو مظنة الإجابة.
رفع البصر إلى السماء حال الدعاء
السماء ليست قبلة للدعاء ، فإن المسلمين لهم قبلة واحدة لجميع تعبداتهم التي شرع لهم فيها الاستقبال وهذه القبلة هي «الكعبة» ، فليست لهم في الإسلام قبلتان .
قال الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ: رفع البصر إلي السماء حال الدعاء على نوعين : 1ـ الإجماع على النهي عن رفع المسلم البصر إلى السماء «داخل الصلاة» ، قال صلى الله عليه وسلم « لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم أبصارهم» (مسلم). 2ـ رفع الدّاعي بصره إلى السماء وهو «خارج الصلاة» ، فأكثر العلماء على جوازه، لحديث «رفع الرسول صلى الله عليه وسلم بصره إلى السماء في مرضه الذي مات فيه وهو يقول الرفيق الأعلى ... » انتهى .
شروط إجابة الدعاء
للدعاء شروط عديدة لا بد من توفرها، كي يكون الدعاء مستجاباً مقبولا عند الله. 1ـ الاستجابة لله عز وجل : لأن الله سبحانه وتعالى اشترط لإجابة الدعاء، طلب الاستجابة له سبحانه بفعل أوامره وترك نواهيه قال تعالى: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ** البقرة : 186 ، فمن لم يستجب لربه بأن فرط في فعل الواجبات وارتكاب المحرمات فقد حرم نفسه من إجابة الدعاء ، لأن الذنوب والمعاصي تمنع إجابة الدعاء . قال بعض السلف : لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي. 2ـ أن لا يسأل إلا الله ولا يستعيذ ولا يستغيث إلا به ، فلا يجوز أن يدعو غير الله تعالى لأن ذلك شرك به سبحانه ، قال تعالى { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً** الجن 18 ، وقال صلى الله عليه وسلم « إذا سألت فسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله » (الترمذي). 3ـ حضور القلب : ينبغي للداعي أن يكون حاضر القلب متفهماً لما يقول ، مستشعراً عظمة من يدعوه ، ولايليق بالعبد الذليل أن يخاطب ربه ومولاه بكلام لا يعيه هذا الداعي ، وبجمل اعتاد تكرارها دون فهم لمعناها . قال صلى الله عليه وسلم « واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلبٍ غافلٍ لاهٍ » . (الترمذي) . 4ـ عدم الاستعجال : قد يدعو الداعي ، وتتأخر الإجابة لحكمة يعلمها الله تعالى فينتهز الشيطان الفرصة ويوسوس للمسلم أن يترك الدعاء ، فلا ينبغي لك ـ ياأخي المسلم ـ أن تترك الدعاء ، وتيأس من الاجابة بل استمر في الدعاء حتى يجيب الله تعالى دعاءك قال صلى الله عليه وسلم «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لي » (البخاري) . فيدع الدعاء عندما لا يرى أثراً للاستجابة. واعلم أن الدعاء عبادة ... فإنك إن أكثرت من الدعاء فأنت على خير عظيم سواء رأيت أثراً للاجابة أو لم تر أثراً . 5ـ إطابة المطعم والمشرب والملبس : فلا تدخل في بطنك إلا حلالاً وهاهو النبي صلى الله عليه وسلم يخبرك عن عاقبة أكل الحرام : « ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك » (مسلم). قال وهب بن منبه ـ رحمه اللّه ـ :« من سره أن يستجيب الله دعوته فليطب طعمته » . 6ـ الدعاء بالخير ، فحتى يكون الدعاء مقبولاً ومرجواً عند الله تعالى لابد أن يكون في الخير . قال صلى الله عليه وسلم « لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم » (مسلم). 7ـ حسن الظن بالله ـ عز وجل ـ قال صلى الله عليه وسلم «لا يموتن أحدكم إلا وهو محسن الظن بالله » (مسلم). وقوله صلى الله عليه وسلم « ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة » (الترمذي).
ويستثنى من ذلك حالتان : « في عدم توفر شروط الدعاء ». 1ـ دعوة المضطر: فالله تعالى يجيب المضطر إذا دعاه ولو كان مشركاً، فكيف إذا كان مسلماً عاصياً ؟ بل كيف إذا كان مؤمناً تقياً ؟ قال تعالى { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ** النمل:62. المضطر: هو الذي أحوجه مرض، أو فقر، أو نازلة من نوازل الدهر إلى اللجوء والتضرع إلى الله. 2ـ دعوة المظلوم : قال صلى الله عليه وسلم : «اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» (البخاري). وقال صلى الله عليه وسلم: «دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه» (أحمد). دعاء المظلوم على من ظلمه بأي نوع من أنواع الظلم مستجاب على كل حال .