منتدى الشباب العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشباب العربي

منتدى الشباب العربي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خولة بنت ثعلبة شكواها أبطلت آفة "الظهار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 176
العمر : 43
الموقع : http://k3ds.mountada.biz
العمل/الترفيه : مهندس
مشرف :
خولة بنت ثعلبة شكواها أبطلت آفة "الظهار Left_bar_bleue100 / 100100 / 100خولة بنت ثعلبة شكواها أبطلت آفة "الظهار Right_bar_bleue

السٌّمعَة : 0
نقاط : 156
تاريخ التسجيل : 15/01/2008

احترام القوانين
المدير العام:
خولة بنت ثعلبة شكواها أبطلت آفة "الظهار Left_bar_bleue100/100خولة بنت ثعلبة شكواها أبطلت آفة "الظهار Empty_bar_bleue  (100/100)

خولة بنت ثعلبة شكواها أبطلت آفة "الظهار Empty
مُساهمةموضوع: خولة بنت ثعلبة شكواها أبطلت آفة "الظهار   خولة بنت ثعلبة شكواها أبطلت آفة "الظهار I_icon_minitimeالسبت 19 يناير 2008 - 22:44

نزل القرآن الكريم على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم منجما ومفرقا حسب الحوادث ليلبي احتياجات البشر ويصلح أمورهم، ويجيب عن تساؤلاتهم ويضع لهم القواعد المتينة والأسس الراسخة لحياتهم وعلاقاتهم. ويرسم لهم طريق السعادة في الدنيا والنعيم في الآخرة. فالشريعة الإسلامية تخاطب البشر عموماً من دون تفرقة وتشمل الرجل والمرأة دون تمييز، وتجعل التقوى معياراً لكرامة الانسان (الرجل أو المرأة) عند الله عز وجل. ومع ذلك كان للمرأة نصيب خاص من الأحكام ومن سور القرآن الكريم وآياته.

ولم يكن الصحابة والصحابيات يجدون حرجا في أن يذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسألونه في أمور دينهم ودنياهم. وكانت أسئلتهم تتناول كل ما يعن لهم من أفكار وخواطر وتساؤلات وكل ما يواجههم من مشكلات. كما كانت تتناول أدق خصوصياتهم. فمن أسئلتهم ما كان النبي يجيب عنها في التو واللحظة، ومنها ما كان ينتظر فيها نزول الوحي.

وهذه صحابية ألم بها خطب يهدد حياتها الأسرية بالدمار ويهدد أولادها بالتشرد والضياع. فلم تجد لها مخرجا سوى الذهاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي إليه حالها وأحوال أبنائها وتطلب منه العون والإنصاف. ولكن العون والإنصاف أتياها من الله عز وجل الذي سمع شكواها من فوق العرش فاستجاب لها. فأنزل فيها ولها قرآنا يصلح شأنا معوجا من شؤون المجتمع ويضع قاعدة لإصلاح العلاقات الزوجية.

إنها خولة وتدعى أيضا خويلة بنت حكيم بن مالك بن ثعلبة. امرأة أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت وابن عمها. وكانت من الصحابيات المؤمنات. فقهت في دينها وأخذت من أحكام الشريعة بقدر وافر. وعرفت طريقها إلى الله عز وجل فاستجابت له وأسلمت أمرها إليه وأحسنت التوكل عليه، واستمسكت بالعروة الوثقى حتى لقيت ربها عز وجل وهي مؤمنة صادقة كل الصدق في إيمانها، مخلصة كل الإخلاص في أقوالها وأفعالها وأحوالها ومقاصدها، وهي امرأة قد تحلت بالفضائل وتخلت عن الرذائل واشتهرت بالحلم والحكمة. وتميزت بالجدل الذي يوصل إلى الحق ويهدي إلى سواء السبيل.

أنموذج للزوجة المسلمة

وكانت خولة أنموذجا للزوجة المسلمة المؤمنة البارة بزوجها المطيعة له حيث كانت تحسن إليه وتحنو عليه وتعطيه الكثير من مالها. ولا تدخر وسعا في إسعاده وإدخال السرور إليه. ولا تقصر في حقه عليها. كانت تحبه وتطيعه في غير معصية الله عز وجل على ما فيه من شدة في معاملتها في كثير من الأحيان. وقد كان لهذه الصحابية الجليلة شأن عظيم عند الله عز وجل وعند رسوله صلى الله عليه وسلم وعند أصحابه المقربين رضي الله عنهم أجمعين. (مؤمنات لهن عند الله شأن للدكتور محمد بكر إسماعيل ص 347).

ولقد نزل في خولة ولها ولكل نساء المسلمين قرآن خالد قضى على آفة كانت سائدة ومنتشرة في المجتمع العربي الجاهلي وفي بدايات الإسلام الأولى وهي آفة الظهار التي كانت وليدة تحكم الرجل في المرأة واستبداده بها وتعامله معها وكأنها من متاع البيت. وكانت سبباً في خراب البيوت. وفي ترمل النساء وأزواجهن على قيد الحياة. وفي ضياع الأبناء وآباؤهم يتمتعون بحياتهم ويقضون شهواتهم، كان يكفي أن يقول الرجل لزوجته “أنت عليّ كظهر أمي” حتى تحرم عليه فلا يقربها مدى الحياة، ولا يكون أمامها سوى أن تعود إلى بيت أهلها ذليلة كسيفة البال كسيرة القلب، وبفضل شجاعة هذه الصحابية وحرصها على بيتها وأولادها وقبل ذلك على معرفة أحكام دينها نزلت الآيات الكريمات التي تبطل هذه العادة الذميمة وتقضي على هذه الآفة اللعينة، وفتحت الباب لرأب الصدع ومراجعة النفس والحفاظ على البيت المسلم.

تحريم الظهار

تروى خولة قصتها قائلة: كنت عنده أي زوجته وكان شيخاً كبيراً قد ساء خلقه وضجر. فدخل عليّ يوما فراجعته بشيء أي ناقشته فيه فغضب وقال: أنت عليّ كظهر أمي، ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ثم دخل عليّ فإذا هو يريدني، فقلت: كلا والذي نفسي بيده وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا. فواثبني فامتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني ثم خرجت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه. فجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه، وقلت: يا رسول الله، زوجي فعل وفعل، وقد كبرت سني ودهن عظمي ولي منه أولاد، إن تركتهم إليه ضاعوا، وإن أبقيتهم معي جاعوا، فجعل رسول الله يقول: يا خويلة، ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه.

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لخولة: أراك قد حرمت عليه، أو لعله صلى الله عليه وسلم قال: ما أراك إلا وقد حرمت عليه، فظلت خولة تراجعه مرارا، ثم قالت: اللهم إني أشكو إليك شدة وجدي وما شق عليّ من فراقه، اللهم أنزل على لسان نبيك ما يكون لنا فيه فرج، قالت عائشة رضي الله عنها: فلقد بكيت وبكى من كان معنا من أهل البيت وكان النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رحمة لها ورقة عليها وجاء الوحي بالمدد من السماء، تقول خولة: فوالله ما برحت حتى نزل فيّ القرآن فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه فقالت عائشة: يا خولة إنه لينزل عليه ما هو إلا فيك فقالت: اللهم خيرا فإني لم أبغ من نبيك إلا خيرا ثم سرى عنه فقال: يا خولة قد أنزل الله فيك وفيه قرآنا ثم قرأ عليّ: “قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ التِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِن اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ. الذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم من نسَائِهِم ما هُن أُمهَاتِهِمْ إِنْ أُمهَاتُهُمْ إِلا اللائي وَلَدْنَهُمْ وَإِنهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً منَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِن اللهَ لَعَفُو غَفُورٌ، والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير، فَمَن لمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسا فَمَن لمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ” (المجادلة: 1 4).

فأبطلت الآيات الكريمة آفة الظهار، وأنهت أن تكون عبارة “أنت عليّ كظهر أمي” سببا في إنهاء رابطة الزوجية وفصم عرى المحبة والمودة والرحمة بين الزوجين، وفتحت لمن يقع في هذا الخطأ مخرجا، وتدرجت في فرض سبيل العلاج في عتق الرقبة إلى صيام شهرين متتابعين إلى إطعام ستين مسكينا حسب مقدرة الزوج لأن الله عز وجل لا يكلف نفسا إلا وسعها.

وبعد أن تلا النبي صلى الله عليه وسلم على خولة الآيات الكريمات اللائي نزلن ردا على شكواها قال لها “مريه أن يعتق رقبة”.

قالت: يا رسول الله ما عنده ما يعتق به رقبة فهو رجل فقير.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فليصم شهرين متتابعين.

قالت: يا رسول الله: إنه شيخ كبير لا طاقة له على الصوم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فليطعم ستين مسكينا.

قالت: يا رسول الله ما ذاك عنده.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا سنعينك بعزق من تمر.

قالت: يا رسول الله وأنا سأعينه بعزق آخر.

قال صلى الله عليه وسلم: قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه. ثم استوصي بابن عمك خيرا.

قالت: قد فعلت.

“هيهات يا عمر”

ومضت خولة من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استعادت سعادتها وتوازنها النفسي وعادت الفرحة إلى البيت الصغير، ومرت حياتهما جميلة هانئة لا يعكر صفوها شيء حتى بلغ الكتاب أجله، ومات أوس بن الصامت بعد حياة حافلة بالجهاد في سبيل الله وسعيه إلى الإسلام، حياة شهد فيها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بدر الكبرى وغزوة أحد والخندق وبقية المشاهد كلها، وبعد رحيله عاشت خولة تعبد ربها وتتذكر زوجها فتترحم عليه وتطلب من ربها المغفرة والرحمة، وتدعوه أن يعجل بحياتها حتى تلحق به في جنة عدن عند مليك مقتدر.

وتكر الأيام وتمر الليالي وتناسى الناس المجادلة خولة بنت ثعلبة حتى كان يوم في خلافة عمر بن الخطاب، وكان معه الجارود العبدي، فإذا بامرأة برزت على ظهر الطريق، فسلم عليها عمر. فردت عليه السلام وقالت: “هيهات يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ تروع الصبيان بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشي الفوت” فقال عمر: “دعها، أما تعرفها؟ هذه خولة بنت ثعلبة زوجة أوس بن الصامت، التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات، فعمر أحق والله أن يسمع لها” (رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآنا للدكتور عبد الرحمن عميرة م3 ص 205 215).

ولقد كانت خولة بنت ثعلبة وسوف تظل نموذجا للمرأة الحريصة على مرضاة الله. وعلى الحفاظ على معرفة أحكام دينها، وعلى محبة زوجها ورعاية بيتها، ومن سمع الله عز وجل شكواها من فوق سبع سماوات وأنزل فيها قرآنا، وقد أخرج ابن ماجة وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:

''تبارك الذي وسع سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى عليّ بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول: يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سني وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك. فما رحت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات “قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير” إلى آخر الآيات.

إن هذه المرأة قد عرفت أن الله لن يضيعها ولن يخذلها أبدا في شكواها فقالت بعد أن أكثرت الجدال في هذا الشأن الذي جاءت من أجله، إلى الله أشتكي أي إليه أبث حزني وأسفي لا إلى غيره، فهو الذي بيده الأمر كله، وإليه الملجأ والملاذ، وهي تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له من الأمر شيء، فهو إنما يتلقى الوحي من ربه، ولا يقول في الدين برأيه، فأنزل الله هذه الآيات حسما للقضية ودفعا للحرج والمشقة، وإحقاقا للحق، وإبطالا للباطل.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://khiarisami.fr.gd
 
خولة بنت ثعلبة شكواها أبطلت آفة "الظهار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشباب العربي :: فئة المرأة المسلمة :: نساء من التاريخ-
انتقل الى: